الفلسفة وأثرها في تحديد المشكلة وأطر التغلب عليها إن منهج الفلسفة التأملي العقلي النقدي لا يمكنه أن يجعل الفيلسوف صاحب العقل المُتَّقِد والمتوهج يقف مكتوف الأيدي إزاء مشكلات مجتمعه خاصة تلك التي تتعلق بالصالح العام والإرادة العامة؛ لأن هدف الفلسفة الأسمى في إسعاد الناس لا إشقائهم.
فليست الفلسفة مجرد تأمل يستغرق صاحبه وهو في عزلة عن ضجيج الحياة وزحمة الدنيا. إنما تُكتسب فلسفتنا بدراسة دقيقة للوجود والإنسان ومكانه من الوجود. ونستغل فلسفتنا في الترقي بمستوى تجاربنا وتصحيح نظراتنا إلي الحياة دون أن نقنع بالتطلع إلي وجوه النشاط. إن الفلسفة هي التي تمكننا من أن نشرف من علٍ على الأهداف البعيدة التي تجاهد البشرية من أجلها، وتحفزنا على أن نساهم في تحقيقها ما استطعنا إلي ذلك سبيلاً.
بالتالي فإن تَفَكُّر الفلسفة في الأزمة وفي إدارة الأزمات ليس بالشيء المستغرب أو هو بالفعل الهجين عنها باعتبار أن الفلسفة منذ ولادتها حاولت العمل من أجل الـتأسيس لفعل اللوغوس؛ أي فعل العقل وقوة الفعل من خلال الفكر وإعطاء صلاحية كبرى للفيلسوف على التدبير، وعلى نحت المفاهيم،